الأحد، يناير 11، 2009

فــــراق



المشهد الأول..
رأيت مقعدها خالي في أخر الفصل .. لم أكن أعلم سبب أختفائها المفاجئ .. ولاأعلم سبب الحزن الذي غطى وجه معلمتي وبقية أعضاء التدريس..
بعد مرور وقت طويل وبعد إلحاح مني ومن بقيت زميلاتي .. 
عرفنا أنها رحلت لغير رجعه .. فقد أتاها الاجل لأسباب نجهلها.. و تدرج الوقت في إخبارنا .. عرفنا انها ماتت تحت عجلات إحدى المتهورين 

.. لأول مرة في حياتي عرفت معنى الفراق .. 
صديقتي ..
ياصاحبه الدفتر الوردي الذي اعجبنا في أول العام الدراسي لأول سنة ندرسها .. 
مازلت أذكرك جيداًً .. ومازلت اذكر تقاسيم وجهكِ البريئه 
صديقتي ..
ماأسعدك ..فقد كبرنا ومازلت صغيرة .. 
رحلتي ..لم تصارعي الحياة مثلنا .. وبقيتي في طفولتك..
صديقتي ..
كم اشتقنا إليكِ ..


المشهد الثاني ..
نائحه ثكلى .. 
هاهي زوجته تبكي على فراقه .. فقد توفى اثر نوبه قلبيه حادة .. أُخذ في ربيع عمره .. 
كم كان منظر العزاء كئيب .. لم أشاء أن أحضر لولا إصرار والدتي..
إزداد البكاء .. سمعت صوت الأنين المنبعث من صدرها .. لم أقدر على البقاء في هذه الغرفه .. فأتجهت نحو غرفة اخرى .. لأهرب ..
 فكادت تقف أنفاسي .. صادفت صورته على حائط الغرفة .. 
عمي ..
كم كنت طيب .. أعلم إني أفتقد .. ولكن ليس كإفتقاد زوجتك لك ؟!!



المشهد الثالث ..
كانت من إحدى الدول العربيه.. تشاركنا الفصل .. إنسانه رائعه حملت بين أغراضها أصالة بلدها .. لم نحسسها يوم بأنها مختلفه ... 
السنة الأخيرة .. في المرحلة الثانويه ..
في اليوم الأخير للإمتحانات .. كان أخر يوم يجمعنا بها .. رحلت في الساعه الحادية عشر صباحا .. تغادر ديارنا إلى موطنها .. بكينا وتبادنا الأحضان .. 
واخبرتها أنني لن انساها .. 
بعد سنه من رحيلها .. إنقطعت الإتصالات بيننا
اربع سنوات تمر ولم أنساها .. 
صديقتي حاولت الإتصال بك مررا .. لكن دون جدوى .. ولكن لن ايأس..

 ساأٌعاود الإتصال لاحقا


المشهد الرابع ..
حزمت حقائبي وامتعتي .. بعدأن يأست في تغيرك .. قررت الرحيل .. 
يامن كنت زوجي .. 
أعترفلك لأول مرة .. انني كنت اعشقك  .. 
ولكن .. أسلوبك بالحياة .. وغرورك .. وعدم خوفك من الله .. هم من أعطوني تأشيرة الرحيل بلاعودة من عالم أشبــاه الرجال ..

فـــوادعا إلى غير لقاء..




المشهد الخامس ..
كانت في أبها حلتها .. لم تحظر زفاف أحد مايقارب السنة .. ولكن هذه المرة أصرت على الحظور .. أرتدت فستانها الأخضر الذي كان يدل على حشمتها .. وزينت معصمها بذاك الذهب الذي اهتديته لها في عيد الأضحى.. لم تنسى أن تضع حجابها على رأسها كما تفعل النساء الكبيرات في السن .. في مجتمعنا .. 
وعند دخولها للقاعه .. جلست على إحدى المقاعد بالقرب من بوابة الدخول قبل الإتجاه لمقعدها المحدد ..
دقائق ونسمع صوت إمراة تطلب من الباقيات الإبتعاد فالمرأة تحتضر .. وعندما إقتربت منها كانت روحها قد رحلت .. 
((سكتت خالتي .... لتدخل في تيار من البكاء ))
جدتي ..
كأن القدر كان يناديكِ .. وكأنك كنتي تعلمين فظهرت في احسن حال .. حتى تلاقي ربكِ بحلتها الجميلة.. وعملك الاجمل ..

 ورحلتي ..

ففي جنة الخلد لقيانا بإذن الله ياجدتي ..


المشهد السادس .. 
أحببتك .. عشقك .. وبينت العلاقه بيننا على أساس الإحترام .. كنت أستمتع بالحديث معك ..فلديك اسلوبك يبهرني .. فأغمض عيناي لأرحل مع حديثك إلى حيث هو ..
لم أقابل شخص مثلك في حياتي وأعلم أنني لن أقابل.. 
تمنيت أن ينساك قدري فلا يعيد مشاهد الفراق علي 
ســـيدي ..
 إذا حان وقت فراقنا فسيكتمل هذا المشهد ..وكل الآلام التي أحسستها بالمشاهد السابقة ستمر علي حينها ..

 لينسدل الستار على المشهد السابع والأخير في حياتي ..

 وأرحل أنـــا


هناك تعليق واحد:

  1. Another tortured soul....
    Another trampled feelings...
    I hate this life more now...Thanks
    I'm ever loosing my faith in ever finding a normal human being

    If that day ever comes...

    ردحذف